تغاريد غير مشفرة (76) .. حروب داخل حرب
يمنات
أحمد سيف حاشد
(1)
“استثمار” الدم في اليمن ينشط أكثر..
جل الدول الكبرى تستثمر حرب اليمن، وتصنع حروب متعددة في إطار هذه الحرب لتستمر مواسم حصاد نزيفنا..
ساسة الويل الجالبين للخراب والدمار يستثمرون هذه الحرب ويستفيدون منها..
أمراء الحرب يستثمرون الحرب أيضا ويصعدون ويغتنون ويثرون بسرعة تذهل كل المستثمرين خارج اقتصاد الحرب..
ممالك ومشيخات النفط، تدفعها المكابرة والغرور والنرجسية إلى ضخ الأموال بسهولة وبسرعة للمستثمرين وكل حسب حجمه، والبعض من الحجم ما هو قادر أن يلتهم لوحده الخليج ممالكا وإمارات ومشيخات..
اليمن وشعبه فقط هو من يدفع فاتورة هذه الحرب من وحدته ومستقبله ونسيجه الاجتماعي وبنيته التحتية .. والأهم أنه ينزف دما ودموعا ومعاناة لا تنتهي وليس لها آخر قبل مضي جيلين أو ثلاثة أجيال قادمة..
(2)
اليمن حرب داخل حرب داخل حرب حتى بدت هذه الحرب من التعقيد أن لا وقف لها ولا حل..
حرب بين الإمارات والسعودية من جهة وأنصار الله وصالح من جهة أخرى..
حرب أنصار الله وصالح من جهة والمقاومة التي يجتمع فيها أكثر مما جمعه مسب الحطاب في ليلة ظلماء .. تبدأ بالحراك والسلف مرورا بهادي والاصلاح وبعض قيادة الأحزاب وتنتهي بالقاعدة وداعش.
حروب معقدة متعددة في جبهة ما جمع في ظلمته مسب الحطاب.
حرب بين السلف والإصلاح وبين الإصلاح والحراك..
بين هادي والإصلاح من جهة والحراك من جهة أخرى..
بين الإمارات من جهة والسعودية من جهة أخرى..
السعودية تدعم هادي والإصلاح والإمارات ضد هادي والإصلاح..
السعودية تدعم القاعدة والإمارات ضد القاعدة..
داعش بدأ مع التحرير والمقاومة واليوم ضد الكل..
السعودية ضد الحراك والإمارات مع الحراك .. واليوم صارت تخذل جله أو بعضه..
السلفين قسم مع السعودية وقسم مع الإمارات وقسم لا زال يعمل مع هذا وذاك..
والآن بين أمريكا والإمارات من جهة والقاعدة من جهة أخرى .. ستكون حرب أخرى تحت مسمى مكافحة الإرهاب..
وحروب لازالت هنا وهناك قيد الانتظار..
(3)
متحالفين مع ممالك ومشيخات لازالت تعتبر الدستور حرام .. عالقين في الماضي .. أسيرين أحقادهم .. مصابين بالفوفيا .. متوجسين الشر حتى مع من يشاركهم آلامهم ومعاناتهم .. يعيشون في غربة وعزلة.. ويريدون تحرير الوطن!
تحرير العقول قبل تحرير الوطن يا أصدقائي .. فما سارت عربة قبل الحصان..
(4)
بشأن اليمن .. اقران السعودية التي تقود عدوان مع إيران فيه تلبيس أو عدم تمييز.
(5)
اليمن وتحديدا على ما يبدو “أبين” هو أفضل مكان يحقق فيه “ترامب” انتصارا ليس مدفوع الخسائر، بل وجاني لأرباح طائلة تدفعها السعودية والإمارات .. فيما المخاطر والتداعيات بالنسبة للأمريكان ربما قليلة أو منعدمة.
تدخل الأمريكان بمكان آخر ربما يكون مغامرة أو حماقة كارثية النتائج..
استهدف إيران في الوقت الراهن على الأقل مستحيل .. ستظل إيران الفزاعة التي يستخدمها الأمريكان ضد ممالك وإمارات ومشيخات الخليج لجلب أموالها والاستيلاء على مقدراتها..
اليمن هي المكان المضمون والأكثر أماناً والأقل منافسة..
اليمن المكان المضمون لتحقيق انتصار أمريكي سريع ومبهر ضد القاعدة، يرفع من شأن “ترامب” والأهم أن تحقيقه سيتم بعائدات طائلة ومخاطر أقل ومنافسة قليلة أو منعدمة..
(6)
إلى القيادة العليا في أنصار الله..
في كل المظالم التي ترفع إليكم لا تصدقوا فيها أغلب مشرفيكم، ولا سيما عندما تكون للمشرف مصلحة كالنهب، أو دفع ضرر عنه مثل قضايا الانتهاكات للحقوق والحريات..
شكلوا لجان تحقيق في المظالم المرفوعة إليكم بعيدة عن تأثير المشرفين الذين يتسلطون على الناس، ويستخدمون الحرب وظروفها للنهب أو لقمع الآخرين، أو حتى لإلحاق مزيد من الإساءة لحركة أنصار الله بدوافع سياسية.
أقول هذا ليس جزافا، ولكن من قضايا أتابعها كل يوم..
هذا إذا افترضنا مصداقية القيادة العليا في أنصار الله على الأقل فيما يخص المظالم والانتهاكات ومنع الإساءات التي صارت تتسارع كإيقاع رقصة “البرع”..
(7)
الجنوبيون يحررون المخا والبقع ـ دون جدوى ـ والقاعدة تحرر أبين
أيها القدر ماذا تصنع..؟!
(8)
لو كانت توجد إرادة سياسية كان باستطاعتنا شهريا أن نغرق أكثر من بارجة أو سفينة حربية للتحالف قيمة الواحدة أكثر مليار دولار..
لو كانت توجد إرادة سياسية كانت معادلة الحرب الراهنة تغيرت أو أنقلبت من أولها أو من شهورها الأولى على الأكثر..
(9)
مملكات وإمارات ومشيخات الخليج لديها استعداد أن تخضع لابتزاز يلوي عنقها حتى يصل رأسها إلى قاع الحذاء..
ولديها استعداد أن تدفع للمبتزين جزية الدنيا والآخرة، وتكرم المبتزين حتى أخر قطرة نفط في أراضيها وآخر صرة مال في ملكها..
ولديها استعداد أن تشتري صواريخ العالم بكل ما لديها من مال وثروة فوق الأرض وتحتها، ثم تصبها فوق رؤوس أطفالنا ونساءنا وشيوخنا وبنانا التحتية، بل وحتى تاريخنا..
ولكنها ليست مستعدة البتة أن تحفظ لحلفائها الخونة ومرتزقتها صرة أو ذرة من كرامة..
ليست مستعدة أن تمنح جنسية واحدة لعميل واحد ينتحر في وطنه دفاعا عن يدها الملطخة بالدم والدناءة والعار، أو مرتزق ينتحر في جبهاتها الأمامية وحدودها المتسعة اتساع جهنم..
ليست مستعدة لمجرد التفكير أن تفتح أرضيها يوما واحدا لمن هجرتهم وشردتهم حروبها وحقارة مؤامراتها، ودناءة سياساتها القذرة والموحلة.
(10)
أيهما الأصح .. المتعة باعتبارها “اعتراف بالرغبات” والتعاطي معها على هذا الأساس.
أم التعاطي معها بكبت وعلى أساس “إذا بُليتم فاستَتِروا”..؟!
(11)
تم نهب منزل السلال رئيس الجمهورية الأسبق في تعز، والذي يقع في محيط فلل آل هايل سعيد أنعم المنهوبة .. المنزل المنهوب يقع تحت سيطرة أنصار الله..
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا